bennaceur
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


بلدية بن ناصر دائرة الطيبات ولاية ورقلة الجزائر
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سهر العيون لغير وجهك ضائع..... وبكاؤهن لغير فقدك باطل بقلم الأستاذ حديبي المدني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abia79
مشرف المنتدى الاسلامي
مشرف المنتدى الاسلامي
avatar


المساهمات : 201
تاريخ التسجيل : 13/05/2008
العمر : 45
الموقع : abia79@yahoo.fr

سهر العيون لغير وجهك ضائع..... وبكاؤهن لغير فقدك باطل  بقلم الأستاذ حديبي المدني Empty
مُساهمةموضوع: سهر العيون لغير وجهك ضائع..... وبكاؤهن لغير فقدك باطل بقلم الأستاذ حديبي المدني   سهر العيون لغير وجهك ضائع..... وبكاؤهن لغير فقدك باطل  بقلم الأستاذ حديبي المدني Emptyالسبت يوليو 05, 2008 10:23 am

قول ابن عطاء الله السكندريSad الصلاة طهارة للقلوب ، واستفتاح لباب الغيوب ،الصلاة محل المناجاة ، ومعدن المصافاة ، تتسع فيها ميادين الأسرار ، وتشرق فيها شوارق الأنوار،
علم وجود الضعف منك فقلل أعدادها ، وعلم احتياجك إلى فضله فكثر إمدادها )
أخاطر فى محبتكم بروحي وأركب بحركم إما وإما
وأسلك كل فج في هواكم وأشرب كأسكم لو كان سما
ولا أصغي إلى من قد نهاني ولي أذن عن العذال صما
أخاطر بالخواطر فى هواكم وأترك في رضاكم أبا وأما

يقول سيد الظلال: إن قيام الليل والناس نيام ، والانقطاع عن غبش الحياة اليومية وسفسافها ، وتلقي فيضه ونوره ، والأنس بالوحدة معه والخلوة إليه ، وترتيل القرآن والكون ساكن ، وكأنما هو يتنزل من الملأ الأعلى وتتجاوب به أرجاء الوجود في لحظة الترتيل بلا لفظ بشري ولا عبارة ، واستقبال إشعاعاته و إيحاءاته وإيقاعاته في الليل الساجي....إن هذا كله هو الزاد لاحتمال القول الثقيل ، والعبء الباهظ والجهد المرير الذي ينتظر الرسول صلى الله عليه وسلم وينتظر من يدعو بهذه الدعوة في كل جيل! وينير القلب في الطريق الشاق الطويل ، ويعصمه من وسوسة الشيطان ، ومن التيه في الظلمات الحافة بهذا الطريق المنير..
- ورد عن ضرار الصدائي في وصف علي رضي الله عنه إذ يقول: يستوحش من الدنيا وزخرفها , ويأنس بالليل ووحشته , وأشهد لقد رأيته وقد أرخى الليل سدوله وغابت نجومه واقفا في محرابه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم , ويبكي بكاء الحزين , ويقول: (يا دنيا غرّي غيري , إليّ تعرضتّ , أم إليّ تشوّقت ، هيهات هيهات ، قد باينتك ثلاثا لا رجعة فيها ، فعمرك قصير ، وحسابك عسير ، وخطرك حقير ، آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق).
وما روي أن عمر رضى الله عنه كان يمر بالآية من ورده بالليل فيتأثر بها ، ويحسب في المرضى . .
ـ وأن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان إذا هدأت العيون ، قام فيسمع له بالقرآن دوي كدوي النحل... وكان ذلك دأب الصحابة جميعا رضوان الله عليهم . . . وسئل الحسن: ما بال المتهجدين من أحسن الناس وجوها؟ قال لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نورا من نوره.
ـ وقال الربيع: بتّ في منزل الشافعي رضي الله عنه ليالٍ كثيرة فلم يكن ينام من الليل إلا يسيرا وكان ذلك دأب الأئمة رضوان الله عليهم كذلك... وتلا مالك بن دينار في ورده قول الله تعالى: (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) (الجاثـية:21) ، فأخذ يرددها حتى أصبح... وقال المغيرة بن حبيب رافقت مالك بن دينار ليلة فقام إلى الصلاة فقبض على لحيته فخنقته العبرة فجعل يقول: اللهم حرّم شيبة مالك على النار ، إلـهي قد علمت ساكن الجنة من ساكن النار فأي الرجلين مالك وأي الدارين دار مالك؟ فلم يزل ذلك قوله حتى طلع الفجر.
ـ ولقد كانوا رضوان الله عليهم يجدون في كثرة القيام وحلاوة المناجاة أنسا وراحة تنسيهم عناء الأجسام وتعب الأقدام... قال أبو سليمان الداراني رضي الله عنه: (أهل الليل في ليلهم أروح من أهل اللهو في لهوهم ولولا قيام الليل ما أحببت البقاء في الدنيا ، ولو عوض الله أهل الليل من ثواب أعمالهم ما يجدون من اللذة لكان ذلك أكثر من هذه الأعمال) .....
ـ وقال بعضهم: (ليس في الدنيا وقت يشبه نعيم الآخرة إلا ما يجده أهل القيام في قلوبهم من حلاوة المناجاة) ... وقال محمد بن المنكدر رضي الله عنه: (ما بقي من لذات الدنيا إلا ثلاث: قيام الليل ولقاء الإخوان والصلاة في الجماعة)... وقال بعض الصالحين: (منذ أربعين سنة ما أحزنني شيء إلا طلوع الفجر)... وقال بعضهم: (إن الله تعالى ينظر بالأسحار إلى قلوب المتيقظين فيملؤها نورا فترد الفوائد على قلوبهم ثم تنتشر منها إلى قلوب الغافلين).
ـ ومن وصف عليّ كرم الله وجهه للمتقين: (أما الليل فصافون أقدامهم تالون لأجزاء القرآن يرتلونه ترتيلا ، يحزنون به أنفسهم ويستثيرون دواء دائهم ، إذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا وتطلعت نفوسهم إليها شوقاً وظنوا أنها نصب أعينهم ، وإذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها في أصول آذانهم فهم حانون على أوساطهم مفترشون لجباههم وأكفهم وأطراف أقدامهم لا يرضون من أعمالهم القليل ولا يستكثرون الكثير فهم لأنفسهم متهمون ومن أعمالهم مشفقون).
ـ قال ابن الحاج في المدخل: (وفى قيام الليل من الفوائد جملة:-
فمنها أنه يحط الذنوب كما يحط الريح العاصف الورق اليابس من الشجرة .. ومنها أنه ينور القلب.. ومنها أنه يحسن الوجه.. ومنها أنه يذهب الكسل وينشط البدن.. ومنها أن موضعه تراه الملائكة من السماء يتراءى مثل الكوكب الدري لأهل الأرض ، ونفحة من نفحات القيام من الليل تعود على صاحبها بالبركات والأنوار والتحف التي يعجز عنها الوصف , قال صلى الله عليه وسلم "إن لله نفحات فتعرضوا لنفحات الله").
يا أخي: لعل أطيب أوقات المناجاة أن تخلو بربك والناس نيام والخليون هجع ، وقد سكن الكون كله وأرخى الليل سدوله وغابت نجومه ، فتستحضر قلبك وتتذكر ربك وتتمثل ضعفك وعظمة مولاك ، فتأنس بحضرته ويطمئن قلبك بذكره وتفرح بفضله ورحمته ، وتبكى من خشيته وتشعر بمراقبته ، وتلح في الدعاء وتجتهد في الاستغفار ، وتفضي بحوائجك لمن لا يعجزه شيء ، ولا يشغله شيء عن شيء ، إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ، وتسأله لدنياك وآخرتك وجهادك ودعوتك وآمالك وأمانيك ووطنك وعشيرتك ونفسك وإخوتك ، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.

فقيام الليل والتهجد والمناجاة والاستغفار بالأسحار هو قرة العيون وأنس النفس وبهجة القلب ..تصعد به أرواح المحبين إلى أعلى عليين فتنعم بالأنس وترتع في رياض القدس..وتلك بارقة تسطع في نفس من قدح زنادها ،وحلاوة يستشعرها من تذوق شهدها.
...وهل رأيت بربك أعذب وأحلى وأروع وأجلى من مظهر ذلك الخاشع العابد الراكع الساجد القانت آناء الليل يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه وقد نامت العيون وهدأت الجفون واطمأنت الجنوب في المضاجع وخلا كل حبيب بحبيبه و نادى منادي العارفين من المحبين:
سهر العيون لغير وجهك ضائع وبكاؤهن لغير فقدك باطل
ويهتف الرباني الآخر فيقول :
قلوب العارفين لها عيون ترى ما لا يرى للناظرينا
وألسنة بأسرار تناجي تغيب عن الكرام الكاتبينا
وأجنحة تهيم لعشق وجد إلى جبروت ذي حق يقينا ا
فإن تردن تباكر ذي المعاني فبذل الروح منك يقل فينا

آه أخي ،إن موقفا واحدا من هذه المواقف أنفع للقلب وأفعل في النفس وأذكى للروح من ألف عظة قولية وألف رواية تمثيلية وألف محاضرة كلامية،وجرب تر،ولأمر ما كان ذلك في لسان القرآن آية الإحسان:إنهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون،وبالأسحار هم يستغفرون..ولأمر ما كان أجر هؤلاء سنيا:فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون..ألم يكن عملهم خفيا كذلك ؟وهل تصلح الخلوات في حضرة الرقباء؟وهل يلذ لمحب في غير خلوة نجاء؟وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
ولقد حدثوا أن أبا القاسم الجنيد رئي بعد وفاته فقيل له :ما فعل الله بك؟فقال :طاحت الإشارات،وفنيت العبارات،وغابت العلوم،وضاعت الرسوم وما نفعنا إلا ركيعات كنا نركعها في جوف الليل..!!
-لا تستغرب أخي فما نفع القلب خير من خلوة يدخل بها ميدان فكرة،وما تزكت النفس بأفضل من ركعات خاشعات تجلو القلوب وتقشع صدأ الذنوب وتغسل درن العيوب وتقذف في القلب نور الإيمان وتثلج الصدر ببرد اليقين.
-فطريق الدعوة طريق شاق لأنه طريق تضحية وطريق عقبات ،والاستمرار فيه يحتاج إلى زاد كثير، ولن يكون هناك زاد أنفع من الصلة بالله –تعالى-ومراقبته واللجوء إليه وطلب العون منه،إن الدعوة الخالصة هي تضحية خالصة، ومن ذا الذي يقوى على التضحية بشكل دائم إن لم يتصل بمصدر للطاقة لا ينضب أبدا،..في هذا العصر المادي الذي يتجه فيه كل شيء مجاني فيه إلى أن يكون نادرا صارت الحاجة إلى الشفافية الروحية أكبر وأشد، وفي غمرة العمل قد تغلب على الداعية الحركة وحب الاتصال بالناس،بل قد يغرق في متابعتهم وحل مشكلاتهم،وإذا بماء الإيمان لديه ينضب،أو يتعكر دون أن يدري،وحين يحدث ذلك فإن عاقبته ستكون فتورا في العمل وفتورا في العطاء،كما ستكون ضعفا في تأثير الداعية في غيره وبهوتا لجاذبيته ولمعانه في عيون مدعويه !!..
...ليس أنفع في جلاء القلوب وصقل الأرواح من الإكثار من ذكر الله ومناجاته في السحر حيث الصفاء التام وحيث التجلي الخاص..وقد كان السلف يعجبون من طالب علم لا يقوم الليل !!..
-لابد من القول أيضا إن من الخطورة بمكان أن تتحول جماعة أو حزب إلى مجموعة من المنظرين والمخططين والمدربين وأصحاب الهندسة النفسية والتأثيرية والتنمية البشرية،وتفتش فيها فلا تجد الأوابين ولا الربانيين ولا العابدين المتبتلين....إنها –ولا ريب- بذلك تضع نفسها في مهب الريح وتعرض تماسكها وقبل ذلك مسوغ وجودها للخطر المحدق!!!...
-الشفافية الروحية هي المقياس الحقيقي لكون الداعية على المنهج الصحيح،فالمحروم من نعمة القرب من الله تعالى ومراقبته محروم من الإحساس المرهف ،ومن الشعور بأنه يلبس حلية التقوى التي يلبسها دائما الإيمان الوهاج المتدفق،وليس ذلك فحسب،بل إن العتمة الروحية تصيب حياة الداعية بالجمود والعطالة والانحطاط..
-يقول محيي فقه الدعوة شيخنا الراشد:
-يحصل لأهل الولع بالسياسة أو البحث أو العمل الميداني نوع من الزهد بأدوار العباد المتنقلين من الدعاة المنقطعين إلى تنقية قلوبهم وتربية إخوانهم،وهذا ذهول عن ميزان التكامل في الأعمال والأدوار والواجبات،لا يعترف به فقه ، ولا تشهد له خبرة دعوية ،ذلك أن وجود مثل هؤلاء العباد في المجتمع الدعوي ضرورة قصوى تقتضيها ضراوة الحياة المادية التي تغزونا من خلال مخالطتنا للمجتمع العام ،وهجمة الملهيات المسببة للغفلة وقسوة القلب ، ومن برامج التلفزيون وكلام الصحافة وتنافس الناس في طلب الرزق وركضهم وراء الدرهم والدينار،إذ لا بد في المجتمع الدعوي أن يوجد من يرفع الآذان محذرا وناصحا وواعظا، فيكون الاعتدال إذا انتصبت الشهوات ، ويقومون بمهمة كبح الجماح، ونهر الجريئ في مواطن الشبهات، بل يلجأ لهم الدعاة للدعاء أيام الشدائد، وعسى الله أن يرحم بدعائهم عباده فيكشف غمة أو ينزل نصرا ، ولن يزهد بأدوار هؤلاء القوم علماء القلوب غير جاهل أو راغب في التفلت من صرامة أوصاف الإيمان...
المراجع :
- أصول الإفتاء: للشيخ الراشد.
- مقدمات :أ.د:بكار.
- رسائل الإمام الشهيد.
- الظلال:سيد قطب.
- الموقع الالكتروني للحركة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.hmsalgeria.net
 
سهر العيون لغير وجهك ضائع..... وبكاؤهن لغير فقدك باطل بقلم الأستاذ حديبي المدني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
bennaceur :: منتدايات بن ناصر ترحب بضيوفها الكرام :: المنتدى الاسلامي-
انتقل الى: