ماأقبحه وماأسوأه وماأبغضه
انه الظلم
فما هو الظلم؟؟؟؟؟؟
_______________
ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره
ونشهد ان لا اله الا الله
ونشهد ان محمدا عبده ورسوله
وبعد
فالظلم : هو وضع الشئ فى غير محله
إذا انتشر الظلم في مجتمع ،وجاهر أهله به وصار الصبغة لهذا المجتمع هو الظلم قد يعجل الله لهم العقوبة الشاملة التي لا يكاد يسلم منها أحد ،بل تعم الصالح والطالح. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ،ولا ينصر الدولة المسلمة إذا كانت ظالمة.
لقد ذكر لنا ربنا تبارك وتعالى ما فعله بالقرى الظالمة ،قال سبحانه : "وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوماً آخرين"
وقال عز من قائل : "فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشهاوبئر معطلةٍ وقصر مشيد"
اما فى الاخره فأول ماينزل بالظالم اللعنه وهو الطرد والابعاد من رحمة الله يقول عزوجل : "يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار"
ويقول تعالى: "هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين"
ثم ان هذا الظالم لن يكون له يوم القيامة حميم ولا شفيع قال تعالى "وما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع"
فالظلمة محرومين من شفاعة امام المرسلين صلى الله عليه وسلم وشفاعة من يِأذن الله تعالى له بالشفاعة من عباده فيالها من عقوبه وياله من خزى عظيم
وللظلم صور واشكال عده
فأولها ظلم الإنسان لنفسه ،ويكون ذلك بارتكاب الذنوب والخطايا ،
ويكون بانتهاك المحرمات والفواحش ،
ويكون بترك الواجبات والمأمورات ،
فإن كل هذا من ظلم الإنسان لنفسه ،والله عز وجل قد حرم علينا ذلك فقال سبحانه : "فلا تظلموا فيهن أنفسكم"
وأعظم ظلم العبد لنفسه أن يقع في الشرك قال تعالى حكاية عن لقمان لابنه وهو يعظه "إن الشرك لظلم عظيم" .
ومن الظلم ظلم الإنسان لغيره من البشر،
ويكون ذلك بالتعدي على أعراضهم أو بالتعدي على أبدانهم أو بالتعدي على أموالهم ،أو بأي صورة من صور التعدي ،فإن كل هذا محرم ولا يجوز ،قال عليه الصلاة والسلام : "ان دماءكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا الا هل بلغت " قالها صلى الله عليه وسلم فى خطبة يوم عرفه
فكم في عالمنا اليوم ممن ظلم في عرضه
أو ظلم في بدنه
أو ظلم في ماله
وهو مظلوم لا يستطيع أن يسترد مظلمته ،ولا يستطيع أن يتكلم في الذي ظلمه ،ولو نطق باسمه لسانه ،قطع رأسه. والله المستعان.
ومن الظلم الذي يقع أيضاً في الأرض تغيير ما شرعه الله تعالى لعباده ،وتبديل حكم الله سبحانه وتعالى ،والتساهل في عدم تطبيق شريعة الله عز وجل. فإن هذا من أعظم الظلم ،قال الله تعالى ،واصفاً الحكام الذين لا يحكمون شريعته بقوله : "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون".
أيها المسلمون : هذا الظالم ،بأي نوع من أنواع الظلم ،وخصوصاً فيما يتعلق بحقوق الناس
هل يظن هذا الظالم بأن الله غافل عنه ،لا يعلم عنه ،لا يقدر عليه ؟؟؟؟؟؟
الله عز وجل يمهل الظالم، لكن لا يهمله، يصبر عز وجل على الظلمة ولكن إذا أخذهم لم يفلتهم. يقول الله تعالى : "ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمىفإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون"
ويقول جل وعلا "ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار".
ويقول عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه : "ان الله ليملى للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته" ثم قرأ قول الحق تبارك وتعالى "وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد".
الظلم سبب مصائب الدنيا من أوجاع وأسقام وفقر وذهاب الأولاد والأموال والقتل والتعذيب وغلاء الأسعار وغير ذلك
إن ما تعانيه الأمة اليوم هو بسبب وجود الظلم ، بما كسبت أيدي الناس.
صور من ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته:
غصب الأرض: عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من ظلم قيد شبر من الارض طوقه سبع ارضين " متفق عليه.
مماطلة من له عليه حق: عن أبي هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال " مطل الغنى ظلم " متفق عليه .
منع أجر الأجير: عن أبي هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " قال الله تعالى "" ثلاثة انا خصمهم يوم القيامه ...................... ورجل استاجر اجيرا فاستوفى منه ولم يعطه اجره " رواه البخارى
اغتصاب حقوق العباد: عن أبي أمامة إياس بن ثعلبة الحارثى رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد اوجب الله له النار وحرم عليه الجنه فقال رجل وان كان شيئا يسيرا يارسول الله ؟ فقال وان قضيبا من اراك " رواه مسلم
حبس الحيوانات والطيور حتى تموت: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " عذبت امرأه فى هرة حبستها حتى ماتت جوعا فدخلت فيها النار " رواه البخارى ومسلم
فيا أيها الظالم ،اتق دعوة المظلوم وذلك بالبعد عن الظلم ،ولا تعرض نفسك لدعائهم لأن دعوة المظلوم مستجابة ،ليس بينها وبين الله حجاب
اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة
اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً ،فإنه ليس دونها حجاب ،فكيف بالمظلوم إن كان مسلماً ،فكيف بالمظلوم إن كان صالحاً تقياً ،داعياً إلى الله عز وجل.
فتذكر أيها الظالم: الموت وسكرته وشدته، والقبر وظلمته وضيقه، والميزان ودقته، والصراط وزلته، والحشر وأحواله، والنشر وأهواله. تذكر إذا نزل بك ملك الموت ليقبض روحك، وإذا أنزلت في القبر مع عملك وحدك، وإذا استدعاك للحساب ربك، وإذا طال يوم القيامة وقوفك.
ولكن أبشر أيها الظالم:
فما دمت في وقت المهلة فباب التوبة مفتوح، قال صلى الله عليه وسلم " ان الله يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل حتى تطلع الشمس من مغربها " رواه مسلم
ولكن تقبل التوبة بأربعة شروط:
1- الإقلاع عن الذنب.
2- الندم على ما فات.
3- العزم على أن لا يعود.
4- إرجاع الحقوق إلى أهلها من مال أو غيره.
نسأل الله عز وجل أن يحسن خاتمتنا وأن يجنبنا الظلم ،بجميع صوره وأشكاله، وأن يعجل نهاية الظالمين ،ويريح العباد من ظلمهم ،إنه ولي ذلك والقادر عليه.
الجمعة يوليو 11, 2008 1:12 pm
